ولأننا نحرص على تقديم الموضوعية في الأسئلة التي نقترحها، نذكر الجميع، وخصوصا الأشخاص الذين لا يتعاطفون مع حالات الاغتصاب بأن الاغتصاب هو فعل إكراهي، يقوم به أشخاص مصابون بحالات شاذة من الشعور بالفوقية والسيطرة على الآخرين، وهو فعل أناني لا يمت للإنسانية بصلة، فالشخص الذي يستضعف الآخرين ويستغل نقاط ضعفهم لتحقيق نزوة جنسية عابرة، هو شخص غير جدير بحمل لقب إنسان.
في أغلب الأحيان عندما يفكر الناس بالاغتصاب، فهم قد يفكّرون بشخص غريب يقفز من مكان غامض ويهاجم شخص ما جنسيا. لكن الاغتصاب ليس محصورا في الغرباء فقط. في الحقيقة، حوالي نصف الأشخاص الذين يتعرضون للاغتصاب يكونون على معرفة بالشخص الذي هاجمهم.
وبالرغم من أن أكثر الصداقات، والأصدقاء لا تؤدّي إلى العنف. ولكن، من المحزن، أحيانا أن نقر بأن ذلك يحدث. عندما تحدث ممارسة جنسية إجبارية بين شخصين يعرفان بعضهم البعض، فأن هذا يعرف باغتصاب المعارف.
حتى إذا كان الشخصان يعرفان بعضهم البعض جيدا، وحتى لو كانا على علاقة متينة أو مارسوا الجنس قبل ذلك، لا أحد يملك الحقّ في إجبار الطرف الأخر على ممارسة الجنس بالإكراه أو ضدّ رغبته.
وتبلغ نسبة احتمال تعرض الفتيات والنساء للاغتصاب في أغلب الأحيان - واحد من ثلاث. كما يمكن أن يتعرض الفتيان والرجال أيضا للاغتصاب، ونسبة هؤلاء هي 7 % إلى 10 % من ضحايا الاغتصاب بشكل عام. وهذا أمر لا يدعوا للاستغراب خصوصا مع انتشار العديد من الممارسات الشاذة بين المراهقين استنادا لما يشاهدونه على الانترنت، والتلفاز من مواقع إباحية تشجع الشذوذ الجنسي.
وبالرغم من أنّ الاغتصاب يتضمّن ممارسة الجنس إجباريا، فأن الاغتصاب خال من المتعة الجنسية أو العاطفية. فالاغتصاب ليس له علاقة بالحبّ. بل هو عمل عدواني وعنيف.
قد نسمع أحيانا بعض الناس يقولون بأنّ أولئك الذين تعرضوا للاغتصاب كانوا "يبحثون عن المشاكل" أما من طريقة لبسهم أو تصرّفهم. وذلك أمر خاطئ: لأننا لا نستطيع أن نلوم الشخص الذي تعرض للاغتصاب. فقد نرى أشخاص يرتدون ثيابا غير لائقة ولكننا لا نقفز عليهم ونحاول الاعتداء عليهم جنسيا، ولو كنا كذلك لما كان هناك أمان أبدا في هذه الدنيا، فالكل سيكون مهددا بالتعرض لهجوم جنسي سواء كان يرتدي ثيابا مثيرة أم غير مثيرة, فالأمر ليس مجرد تفريغ لشحنات جنسية زائدة، بل هو أمر متعلق بحالة نفسية شاذة من التسلط وأخذ المتعة من الآخرين بالقوة ولو كانت على حساب صحتهم البدنية والنفسية والعقلية. فالاغتصاب دائما هو جرم متعلق بالمغتصب لوحده.
وتلك هي الحالة أيضا عندما يتواعد شخصان - أو يكونان مرتبطان في علاقة عاطفية. فلا أحد يجب أن يدي للأخر بالجنس، حتى لو كان صديقا، أو خطيبا أو حتى زوجا. لأن الجنس الإجباري الذي يكون ضدّ إرادة الشخص، هو اغتصاب بحد ذاته.
يجب أن تتضمن العلاقات الصحّية الكثير من الاحترام - بضمن ذلك احترام مشاعر الآخرين. فالشخص الذي يهتم لأمرك لن يجبرك على ممارسة الجنس بالإكراه أو يضغط عليك لتلبي رغباته الجنسية. بل هو إنسان أناني، خال من العواطف والمشاعر، وأكد أجزم أنه غير إنساني أيضا.
مشكلة الكحول والمخدّرات:
غالبا ما يرتبط الكحول بمشاكل الاغتصاب. فتناول الكحول يمكن أن يشل الإحساس بالخطأ والصواب، ويسبب خمولا ويسبب ميولا عدوانية.
كذلك تلعب المخدّرات دورا أيضا. وتنتشر بين الفينة والأخرى موجة من الاغتصاب المستند إلى استعمال المخدرات، حيث يتعمد المغتصب خلط المخدر في الشراب لجعل الطرف الأخر غير مدرك لما يحصل وربما ينسي أيضا ما حدث. وقد أبلغت العديد من الفتيات والرجال الذين تعرضوا للاغتصاب باستعمال المخدر عن شعور غريب بالشلل وتشوش الرؤية، وفقدان الذاكرة.
بالرغم من أن البعض قد يجد متعة في استغلال المغتصبين بهذه الطريقة إلا أننا نحذر من أن خلط المخدرات بالكحول أمر خطير أيضا وقد يؤدي للوفاة.
كيف تحمي نفسك:
أفضل دفاع ضدّ الاغتصاب هو محاولة منعه قدر الإمكان. وإليكم بعض النصائح:
o تجنب التواجد في أماكن معزولة (وقد يشمل هذه أيضا منزلك أو منزل الشريك).
o لا تقضي الوقت مع شخص يجعلك تشعر بعدم الارتياح أو الإزعاج. هذا يعني الاستماع إلى غرائزك ومحاولة الابتعاد عن محيط هذا الشخص.
o الحفاظ على صفاء الذهن واليقظة. إذا كنت مع شخص لا تعرف جيدا، كن يقظا لما يجري حولك وحاول البقاء مسيطرا على الوضع. قدر قوة الطرف الأخر، وأعرف إذا كان بإمكانه فرض نفسه عليك بالقوة. واختر الأماكن الخارجية والبعيدة عن الزوايا التي تقيدك. مثلا في المصعد يفضل البقاء قرب الباب والأزرار. ولا ننصح النساء عادة باستعمال المصعد مع الغرباء.
o أعرف ماذا تريد. كن واضحا حول نوع العلاقة التي تربطك مع الشخص الآخر. إذا كنت لست متأكّدا، اطلب من الشخص الآخر احترام مشاعرك وإعطائك الوقت. لا تسمح لنفسك بالخضوع للضغوط أو عمل شيء لا تريد عمله.
o اخرج دائما برفقة مجموعة من الأصدقاء وانتبهوا لبعضكم البعض.
o لا تخف من طلب المساعدة إذا شعرت بالتهديد.
o تدرب على خطوات دفاع النفس. ستساعدك هذه التمارين على تعزيز ثقتك بنفسك، وبناء تقنية دفاعية في حالات الطوارئ.
احصل على المساعدة:
لسوء الحظ، حتى إذا قام الشخص بأخذ كلّ الاحتياطات، يمكن أن يحدث الاغتصاب خصوصا من المعارف. إذا تعرضت للاغتصاب، إليك بعض النصائح التي يجب القيام بها فورا:
o إذا كنت مصابا، توجه مباشرة إلى الطوارئ – تحتوي أكثر المراكز الطبية وأقسام المستشفى الطارئة على أطباء ومستشارون مدربون للاعتناء بحالات الاغتصاب.
o قم بالاتصال بصديق أو أحد أفراد العائلة، أو شخص ما تشعر بالأمان معه.
o قم باستدعاء الشرطة مباشرة للإبلاغ عن حادث الاغتصاب. احتفظ بالأدلة المادية، ولا تغير ملابسك أو تستحم، أو تغسل يديك، فقد تحتوي على أنسجة من المغتصب.
o اكتب ما تتذكره عن الحادث قدر ما تستطيع.
واخيرا نذكر بأن الاغتصاب لا يسبب ضرّرا جسديا فقط – بل يمكن أن يسبب ألم عاطفيا يصعب نسيانه بسهولة.